تعرّف على مرض فقدان الشهية العصبي
من المعروف أن الناس اليوم تعاني من مشاكل متعددة مرتبطة بأوزانهم. فالبعض يحاول جاهداً خسارة الوزن والحصول على جسد رشيق. فيعكف هؤلاء على إتباع أنظمة معينة، والتي تتضمن برنامج غذائي متوازن. وقد يباشر هؤلاء بالانخراط في مجالات الرياضة، فممارسة الرياضة ستساعدهم على خسارة الوزن، كما أننا نجد فئة أخرى من الناس تواجه صعوبات في كسب الوزن، بسبب مشاكل صحية معينة. سنتحدث في هذا المقال عن مشكلة مرتبطة بالوزن أيضا، وهي فقدان الشهية العصبي. أصحاب هذه المشكلة يختلفون عن الفئات السابقة قليلا ً، فهؤلاء يعانون من مشكلة تحجب عنهم الإدراك السليم، والذي يدفعهم إلي الإعتقاد المستمر بعكس الحقيقة المتواجدة أمام أعنيهم. سنتحدث في مقالنا هذا عن ماهية هذا المرض، وأعراضه، وكيفية معالجته.
ماهية مرض فقدان الشهية العصبي:
فقدان الشهية العصبي أو كما يسمى باللغة الانجليزية (Anorexia): يصف الوضع الذي يكون فيه الشخص يعاني من نقص في الوزن لكنه يرى غير ذلك. بحيث يتولد عنده هوس كبير في فكرة خسارة الوزن والحصول على جسد نحيف، بالرغم من معاناته المفرطة من النحافة.
مسببات فقدان الشهية العصبي:
السبب الأول والرئيس لإصابة الشخص بفقدان الشهية العصبي هو العوامل الوراثية، فأصل هذا المرض هو خلل جيني. لكن ما يحفز ظهوره هي العوامل البيئة المحيطة والسمات شخصية هذا الفرد. الكثير من العوامل البيئية تعمل على تحفيز ظهور هذا المرض وتطوره، ومن هذه العوامل:
1. وسائل الإعلام: تروج وسائل الإعلام بكثرة من خلال إعلاناتها وبرامجها لأفكار تحث الناس بإستمرار على خسارة الوزن، بل إنها تشجع على وجوب تمتع الفرد بالأخص الفتيات بأوزان قليلة جدا ً.
2. الفكر الخاطئ: قد يواجه الإنسان في حياته التفاف أشخاص حوله (أصدقاء، أهل، زملاء العمل) يعملون على زرع مثل هذه الأفكار الخاطئة (وجوب التمتع بوزن قليل، وعليه يجب تناول أقل قدر من الطعام)، يشكل هؤلاء مركز ضغط على الآخرين من أصحاب الشخصيات الضعيفة. تتأثر هذه الشخصيات بسرعة بآراء الآخرين، وتستجيب لهم أسرع من غيرها ولأفكارهم وممارساتهم الخاطئة.
3. المهن والأعمال المختلفة: تفرض بعض المهن على المنخرطين فيها الالتزام بأوزان قليلة جداً لتلبية احتياجات ومتطلبات المهنة، وتشمل هذه المهن، دور عرض الأزياء، والرقص (مثل الباليه)، وغيرها، والتي بدورها تساعد على تعزيز هذه الأفكار.
العلاج لهذا المرض:
يشمل هذا العلاج حل المشاكل الجسدية التي أصابت المريض مثل : اضطراب نبضات القلب، وسوء التغذية، وإعادة الوزن للوضع الطبيعي، وغيرها. كما يشمل العلاج مرحلة تثقيف وزيادة الوعي عند المريض ومن حوله فيما يتعلق بأهمية الأكل الصحي، بالإضافة إلى مرحلة العلاج النفسي وذلك بعد التعرف على السبب الرئيس للمرض، فربما يكون السبب صدمة تعرض لها المريض أثناء طفولته، أو تعرضه للتنمر في الصغر أو الكبر ، فعلى الطبيب التطرق لهذه المواضيع ومعالجة أية مشاكل متعلقة بالمريض التي قد تكون سببا ً في الحالة التي وصل إليها الآن.